وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٤٥)
____________________________________
ذهاب حاسة الشم فلعله خلاف الظاهر وإن كان الحكم كذلك إذا أمكن (وَالْأُذُنَ) مصلومة (بِالْأُذُنِ) وفي ذهاب السمع ما تقدم (وَالسِّنَ) مقلوعة (بِالسِّنِ) ولذلك كله شرائط مذكورة في كتب الفقه (١).
(وَالْجُرُوحَ) فيها (قِصاصٌ) فمن جرح إنسانا جرح كما جرح ، ويدخل فيه الشفة والذّكر والبيضتان واليدان والرجلان وسائر أقسام الجروح. و «القصاص» مشتق من «قص» بمعنى اتّباع الأثر ، كأن المجروح يتبع أثر الجارح فيجرحه (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ) أي بالقصاص بأن عفا عنه وأسقطه وتنازل عن حقه (فَهُوَ) أي التصدّق (كَفَّارَةٌ) أي حط عن الذنوب (لَهُ) أي للمتصدق المجروح. قال الإمام الصادق عليهالسلام : «يكّفر عنه من ذنوبه بقدر ما عفا من جراح أو غيره» (٢).
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) تقدم الكلام فيه (فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) الظلم هو ظلم النفس وظلم الغير ، وقد اختلف التعبير هنا عن الآية السابقة «الكافرون» والآية الآتية «الفاسقون» لإفادة أن من لم يحكم بما أنزل الله يتصف بصفات ثلاث لأنه قد ستر حكم الله وكتمه فهو «كافر» إذ الكافر بمعنى الساتر ، كما تقول : الزارع كافر ، لأنه يستر
__________________
(١) موسوعة الفقه : ج ٨٩.
(٢) الكافي : ج ٧ ص ٣٥٨.