وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٤٦)
____________________________________
الحبة تحت الأرض ، ولأن الكافر قد ظلم نفسه لأنه عصى الله سبحانه في كتمان حكمه وظلم المترافعين والمجتمع لأن حكم الله هو الحق وسواه انحراف وزيغ فهو «ظالم» وأنه قد خرج بحكمه ذاك أو سكرته عن الحق عن الجادة المستقيمة فهو «فاسق» إذ الفسق بمعنى الخروج والمروق.
[٤٧] ولما ذكر سبحانه اليهود ، اتجه الكلام إلى ذكر النصارى مبيّنا أن الأنبياء من سلسلة واحدة وأن كتبهم كلها هدى ونور ، وأن بعضها يصدّق بعضا (وَقَفَّيْنا) من «التقفية» أصله «القفو» بمعنى اتباع الأثر يقال : قفيته بكذا أي اتبعته به (عَلى آثارِهِمْ) أي آثار الأنبياء حيث قال سبحانه : (يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ)(بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) أي أتبعنا على آثار النبيين عيسى ابن مريم فقد بعثناه رسولا من بعدهم (مُصَدِّقاً) أي في حال كون المسيح عليهالسلام يصدّق (لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) أي ما تقدمه (مِنَ التَّوْراةِ) بيان «ما» ويقال للسابق الزماني : «بين يديه» تشبيها بالسابق المكاني الذي هو «بين يدي الإنسان» أي في قباله (وَآتَيْناهُ) أي أعطينا عيسى عليهالسلام (الْإِنْجِيلَ) أي أنزلناه عليه (فِيهِ هُدىً وَنُورٌ) تقدم معنى ذلك (وَمُصَدِّقاً) أي في حال كون الإنجيل مصدقا (لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ) فقد كان عيسى عليهالسلام يصدق التوراة ، وكتابه الإنجيل يصدقها أيضا (وَهُدىً) أي أن الإنجيل كتاب هداية وإرشاد (وَمَوْعِظَةً) أي واعظا (لِلْمُتَّقِينَ) الذين