وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٤٧) وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ
____________________________________
يتقون الآثام ، فهو يحذّرهم من العقاب ويرشدهم ويحرضهم على الثواب. وقد كرر التصديق والهداية ، تأكيدا وتركيزا.
[٤٨] (وَلْيَحْكُمْ) أي يجب أن يحكم (أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ) من الأحكام والدلالات التي منها التبشير بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ووجوب اتّباعه (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) أي أن الديانات كلها من عند الله ، وأن الأنبياء كلهم سفراء له وحده ، وأن الكتب كلها منزلة من عند الله ، فمن الضروري أن يحكم الأنبياء بالكتب المنزلة ويتبع الناس الأنبياء والكتب ، أما ما حرّف منها فليس من الله ، كما أن ما نسخ منها فاللازم تركه واتباع الناسخ عوضه.
[٤٩] ولما أتم الكلام حول التوراة والإنجيل ـ وهما الكتابان المتداولان في أيدي الناس ـ ذكر سبحانه القرآن الحكيم (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ) يا رسول الله (الْكِتابَ) أي القرآن الحكيم (بِالْحَقِ) كتابا بالحق لأنه ليس فيه باطل ، أو إنزالا بالحق ، حيث كان المنزل والمنزل عليه لهما الحق في ذلك ، فالمنزل إله يحق له التنزيل والتشريع ، والمنزل إليه رسول يحق له الأخذ والقبول (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ) اللام للجنس أي أن القرآن يصدق ما سبقه من كتب الأنبياء (وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) أي أن القرآن مهيمن على الكتاب المتقدم ، ومعنى الهيمنة السيطرة ، فإن