الدولة ونظام الحكم وبالنحو الإسلامي الخاصّ ، مستندا إلى قوله تعالى : (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) (١) وقد ردّ الطرق الغربيّة ونحوها القائمة على أساس غير عادل في الانتخاب (٢).
٥ ـ اللاعنف طريقا ومنهجا للتعامل مع الآخرين من أهل الإسلام أو غيره من الأديان والمذاهب ، مستندا لقوله سبحانه : (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (٣) وقوله عزوجل : (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) (٤).
ومن الواضح أنّ هذه هي الأسس البارزة لتكوين الحضارة الصحيحة والدولة الناجحة والمجتمع السعيد. والظاهر أنّ هذا الربط والتكامل والتطابق بين القرآن والحياة العامّة قلّما يلحظ في كتب التفسير حتّى الجديدة منها.
سابعا : أنّ من خصائص هذا التفسير كذلك والتي تضفي عليه طابعا متميّزا آخر هو :
أ ـ في تفسيره للكلمات والحروف المقطّعة في القرآن الكريم ، حيث أجرى استقراء لهذه الحروف وقال في مستهلّ تفسيره عنها : يأتي زمان يدرك الناس هذا الكنز المعنوي ، كما أنّه لا يمرّ زمان إلّا ويدرك الناس كنوزا كونيّة ، فإنّ العلوم كلّها قوانين وضعها الله في الكون ، مثل : قانون جاذبيّة الأرض ، وقانون أرخميدس في الماء ، وقانون الأطياف في النور وغيرها ، وإذا كان رمزا لم يلزم أن يعرفه الكلّ ، فإنّ الرموز بين رؤساء الحكومات وكبار أعضاء الدولة في صلاح الناس وإن كان كلّ
__________________
(١) الشورى : ٣٩.
(٢) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ٢٥ ، ص ٤٧ ، ذيل الآية ٣٩ من سورة الشورى.
(٣) البقرة : ٢٠٩.
(٤) آل عمران : ١٦٠.