والاستقامة والنجاح (١). وفي سورة الأنفال شرحها بالعلاقة على إحكام ما قبلها وافتتاح ما بعدها من الآيات (٢). وفي سورة يونس علّلها بتلطيف الجوّ وإعطاء الإنسان الأمن والطمأنينة ؛ لأنّ الناس اعتادوا أن يروا الظلم والجور من الكبراء فكيف بأكبر الكبراء؟ لكنه سبحانه ليس كذلك ؛ لأنّه رحمان بعباده ، رحيم بالمؤمنين منهم ، فلا خوف من ظلمه ، ولا خشية من جوره (٣).
وفي سورة النحل جعلها الحد الفاصل بين الإيمان والكفر والمؤمن والكافر ، حيث يفتتح المؤمن باسم الله خالق كلّ شيء ، الجامع لجميع الصفات الكماليّة ، خلافا للكفّار ومواليهم ، حيث يفتتحون كتبهم بشيء في غير لونه ، أو يفتتحون بأسامي الأصنام ، وقد جرت عادة من بهرتهم المدنية الحديثة أن يقتدوا أثر أولئك ، فلا يفتتحون الكتاب إلّا بالمقدّمة أو الإهداء أو الفصل بدون ذكر لاسم الله سبحانه إطلاقا (٤).
وفي سورة هود علّلها بما في الاسم المبارك من الخواصّ المعنويّة على نفس القارئ ، ويجعله في حصن وثيق من مساوئ الشياطين وفضائل الأخلاق ومحاسنها ؛ ولذا نرى أنّ سماع اسم المحبوب يزيد الإنسان نشاطا ، كما أنّ سماع اسم المكروه يزيد الإنسان انقباضا بالإضافة إلى أنّ اسم الله سبحانه يطرد الشياطين ، ويوجب عناية الله عزوجل للذي ذكره ، وتركيزا لصفة الرحمة في نفوس الناس ، إنّه هو الرحمن الرحيم ، فليتخلّق الإنسان بأخلاقه سبحانه (٥).
__________________
(١) انظر تقريب القرآن إلى الأذهان : تفسير سورة الحمد والبقرة.
(٢) انظر تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ٩ ، ص ١٠٩ ، تفسير سورة الأنفال.
(٣) انظر تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١١ ، ص ٦٣ ، تفسير سورة يونس.
(٤) انظر تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١٤ ، ص ٦٥ ـ ٦٦ ، تفسير سورة النحل.
(٥) انظر تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١١ ، ص ١٥٩ ، تفسير سورة هود.