من تآمرهم على الدولة الإسلاميّة ، فما ذا يكون الحل المعقول غير استعبادهم بتسليمهم إلى سادة يكونون تحت إشرافهم دائما مع عدم إضاعة قدراتهم البناءة؟ ومن السهل نقد الإسلام في تقريره قانون الرقة ، لكن من المحال إيجاد حل أفضل منه ، ولذا نرى أن الذين انتقدوا الإسلام في هذا القانون ، لما جاء دور العمل أخذوا يقتلون مناوئيهم بالملايين لا الألوف ، ففرنسا قتلت مليونا أو مليوني جزائري ، وأمريكا قتلت خمسة ملايين فيتنامي ، وإنكلترا قتلت عشرين مليون صيني ، وألمانيا قتلت ما يقارب الخمسين مليون في الحرب العالمية الثانية ، وروسيا قتلت خمسة ملايين فلاح في نظام المزارع الجماعية ـ على ما ذكرت كل ذلك الكتب والجرائد والإذاعات ـ.
ثم نظام التعذيب الذي اخترعه الغرب والشرق أبشع بكثير من نظام الرق بل هو نظام استعباد الشعوب الكامل تحت غطاء الاستعمار مما أوقع العالم كله في دوامة الثورات والحروب.
وعلى إشكال القصاص ، إنه أمر طبيعي ، فهل يشفي غيظ من فقأ عينه عمدا أن يأخذ المال في قبال عينه التالفة؟ وهل من الإنصاف أن يترك مثل هذا الإنسان الجاني يعبث بالمجتمع بدون عقاب صارم يردعه ويردع غيره من العابثين؟ خصوصا إذا كان الجاني غنيا لا يهتم بالمال ، فقد أجاز الإسلام ذلك في صورة طلب المجني عليه ، مع إنه أعطى الحق له في أن يعفو ، وأن يأخذ الدية مع إعطاء الصلاحية للحاكم الإسلامي في تعزيره بما يؤلمه ، لأنه خرق حق الله سبحانه. بما يسمى في الاصطلاح بحق الادعاء العام.
نعم قد لا يكون للقصاص مجال في الحي ، أو في الميت ، كما في من قطع عضو ميت ، حيث أفتى الإمام الصادق عليهالسلام بأن ديته كدية الجنين ، فيمن قطع رأس ميت ـ لوضوح اشتراكهما في أنهما إنسانان لا روح لهما ـ