(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٦٧) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦٨) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (٦٩) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (٧٠) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (٧١) قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣) قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (٧٤) قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ) (٧٦)
٦٧ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ) أي فيما فعلنا بموسى وفرعون (لَآيَةً) لعبرة عجيبة لا توصف (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ) أي المغرقين (مُؤْمِنِينَ) قالوا لم يؤمن منهم إلا آسية وحزقيل مؤمن آل فرعون ومريم التي دلّت موسى على قبر يوسف.
٦٨ ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) بالانتقام من أعدائه (الرَّحِيمُ) بالإنعام على أوليائه.
٦٩ ـ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ) على مشركي قريش (نَبَأَ إِبْراهِيمَ) خبره.
٧٠ ـ (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ) قوم إبراهيم أو قوم الأب (ما تَعْبُدُونَ) أي أيّ شيء تعبدون؟ وإبراهيم عليهالسلام يعلم أنهم عبدة الأصنام ولكنه سألهم ليريهم أنّ ما يعبدونه ليس بمستحقّ للعبادة.
٧١ ـ (قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً) وجواب ما تعبدون أصناما ك (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) (١) (ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَ) (٢) لأنه سؤال عن المعبود لا عن العبادة ، وإنما زادوا نعبد في الجواب افتخارا ومباهاة بعبادتها ولذا عطفوا على نعبد (فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ) فنقيم على عبادتها طول النهار ، وإنما قالوا فنظلّ لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل ، أو معناه الدوام.
٧٢ ـ (قالَ) أي إبراهيم (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ) هل يسمعون دعاءكم؟ على حذف المضاف لدلالة (إِذْ تَدْعُونَ) عليه.
٧٣ ـ (أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ) إن عبدتموها (أَوْ يَضُرُّونَ) إن تركتم عبادتها.
٧٤ ـ (قالُوا بَلْ) إضراب ، أي لا تسمع ولا تنفع ولا تضرّ ولا نعبدها لشيء من ذلك ولكن (وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ) فقلّدناهم.
٧٦ ـ ٧٥ ـ (قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ. أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ) الأولون.
__________________
(١) البقرة ، ٢ / ٢١٩.
(٢) سبأ ، ٣٤ / ٢٣.