سورة الفرقان
مكية وهي سبع وسبعون آية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (١) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (٢)
١ ـ (تَبارَكَ) تفاعل من البركة وهي كثرة الخير وزيادته ، ومعنى تبارك الله تزايد خيره وتكاثر ، أو تزايد عن كلّ شيء ، وتعالى عنه في صفاته وأفعاله ، وهي كلمة تعظيم لم تستعمل إلا لله وحده والمستعمل منه الماضي فحسب (الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ) هو مصدر فرق بين الشيئين إذا فصل بينهما ، وسمّي به القرآن لفصله بين الحقّ والباطل والحلال والحرام ، أو لأنه لم ينزل جملة ولكن مفرقا مفصولا بين بعضه وبعض في الإنزال ، ألا ترى إلى قوله : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ ، وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) (١) (عَلى عَبْدِهِ) محمد عليه الصلاة والسلام (لِيَكُونَ) العبد ، أو الفرقان (لِلْعالَمِينَ) للجنّ والإنس ، وعموم الرسالة من خصائصه عليه الصلاة والسلام (نَذِيراً) منذرا أي مخوفا ، أو إنذارا كالنكير بمعنى الإنكار ، ومنه قوله تعالى :
(فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) (٢).
٢ ـ (الَّذِي) رفع على أنه خبر مبتدإ محذوف ، أو على الإبدال من الذي نزل ، وجوّز الفصل بين البدل والمبدل منه بقوله ليكون ، لأن المبدل منه صلته نزل وليكون تعليل له ، فكأن المبدل منه لم يتم إلا به ، أو نصب على المدح (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ
__________________
(١) الإسراء ، ١٧ / ١٠٦.
(٢) القمر ، ٥٤ / ١٦ و ١٨ و ٢١ و ٣٠.