وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٤) أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ) (١٦٥)
(شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) لا تزاحمكم هي فيه ، روي أنهم قالوا : تريد ناقة عشراء تخرج من هذه الصخرة فتلد سقبا (١) فجعل صالح يتفكّر ، فقال له جبريل : صلّ ركعتين واسأل ربّك الناقة ، ففعل ، فخرجت الناقة ونتجت سقبا مثلها في العظم ومصدّرها (٢) ستون ذراعا ، وإذا كان يوم شربها شربت ماءهم كلّه وإذا كان يوم شربهم لا تشرب فيه الماء ، وهذا دليل على جواز المهايأة (٣) لأن قوله : لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ، من المهايأة.
١٥٦ ـ (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) بضرب أو عقر أو غير ذلك (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ) عظّم اليوم لحلول العذاب فيه ، ووصف اليوم به أبلغ من وصف العذاب لأن الوقت إذا عظّم بسببه كان موقعه من العظم أشدّ.
١٥٧ ـ (فَعَقَرُوها) عقرها قدار ، ولكنهم راضون به فأضيف إليهم ، روي أنّ عاقرها قال : لا أعقرها حتى ترضوا أجمعين ، فكانوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون : أترضين؟ فتقول : نعم ، وكذلك صبيانهم (فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ) على عقرها خوفا من نزول العذاب بهم لا ندم توبة ، أو ندموا حين لا ينفع الندم وذلك عند معاينة العذاب ، أو (٤) على ترك الولد.
١٥٩ ـ ١٥٨ ـ (فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ) المتقدم (٥) ذكره (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
١٦٥ ـ ١٦٠ ـ (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي
__________________
(١) السقب : ولد الناقة ، أو ساعة يولد ، أو خاص بالذكر (القاموس ١ / ٨٢).
(٢) في (ز) وصدرها.
(٣) المهايأة : الأمر المتوافق عليه (انظر القاموس ١ / ٣٤).
(٤) ليس في (أ) أو.
(٥) في (ز) المقدم.