يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢١))
إن الذين ربطناهم بالخذلان ووسمناهم بوصف الحرمان ـ أخبرهم بأن إعراضنا عنهم مؤبد ، وأن حكمنا سبق بنقلهم عن دار الجنان إلى دار الهوان ، من الخذلان والحرمان إلى العقوبة والنيران.
قوله جل ذكره : (أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٢))
أولئك الذين ليس لهم ـ اليوم ـ توفيق بأعمالهم ، ولا غدا تحقيق لآمالهم ، وما ذلك إلا لأنهم فقدوا فى الدارين نصرتنا ، ولم يشهدوا عزّنا وقدرتنا.
قوله جل ذكره : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣))
امتحناك بدعوة من سبق علمنا بأنهم لا يستجيبون ، فاصبر على ما أمرت فيهم ، واعلم سوء أحوالهم ، فإنهم أهل التولّى عن الإجابة ، لأنهم فقدوا منا حسن التجلي بسابق الإرادة.
قوله جل ذكره : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤))
عاقبناهم فى الدنيا بالاستدراج حتى حكموا لأنفسهم بالنجاة وتخفيف العقاب ، وسوف يعلمون تضاعف البلاء عليهم ، ويحسبون أنهم على شىء ألا إنهم هم الكاذبون.
ظن المخطئون حكما ...