ويقال إن زكريا عليهالسلام سأل الولد ليكون عونا له على الطاعة ، ووارثا من نسله فى النبوة ، ليكون قائما بحقّ الله ، فلذلك استحق الإجابة ؛ فإن السؤال إذا كان لحقّ الحقّ ـ لا لحظّ النّفس ـ لا يكون له الرد (١).
وكان زكريا عليهالسلام يرى الفاكهة الصيفية عند مريم فى الشتاء ، وفاكهة الشتاء عندها فى الصيف ، فسأل الولد فى حال الكبر ليكون آية ومعجزة.
قوله جل ذكره : (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ)
لما سأل السؤال ، ولازم الباب أتته الإجابة.
وفيه إشارة إلى أن من له إلى الملوك حاجة فعليه بملازمة الباب إلى وقت الإجابة.
ويقال حكم الله ـ سبحانه ـ أنه إنما يقبل بالإجابة على من هو معانق لخدمته ، فأمّا من أعرض عن الطاعة ألقاه فى ذلّ الوحشة.
قوله جل ذكره : (أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ).
قيل سمّاه يحيى لحياة قلبه بالله ، ولسان التفسير أنه حيى به عقر أمه.
ويقال إنه سبب حياة من آمن به بقلبه.
قوله : مصدقا بكلمة من الله : أن تصديقه بكلمة «الله» فيما تعبده به أو هو مكوّن بكلمة الله.
وقوله (وَسَيِّداً) : السيّد من ليس فى رق مخلوق ، تحرّر عن أسر هواه وعن كل مخلوق ، ويقال السيد من تحقق بعلويته سبحانه ، ويقال السيد من فاق أهل عصره ، وكذلك كان يحيى عليهالسلام.
__________________
(١) الرد هنا معناها الرفض.