فأهل الكتاب يريدون بالمؤمنين أن يزيغوا عن الحق ، ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره ، وأن يعود إليهم وبال فعلهم.
قوله جل ذكره : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٧٠))
قبل (١) بعثه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على صحة نبوته (٢) ، فما الذي يحملكم على غيكم حتى جحدتم ما علمتم؟
قوله جل ذكره : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٧١))
تكتمون الحق فى شأن محمد عليهالسلام وأنتم تعلمون أنه النبي الصادق ، وهل هذا إلا حكم الخذلان وقضية الحرمان ، ثم أخبر أنّ منهم من ينافق فى حالته ، فيريد أن يدفع عنه أذى المسلمين ، ولا يخالف إخوانه من الكافرين ، فتواصوا فيما بينهم بموافقة الرسول عليهالسلام والمسلمين جهرا ، والخلوص فى عقائدهم الفاسدة بعضهم مع بعض سرّا.
قوله جل ذكره : (وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢))
فبين الله سبحانه أن نفاقهم كشف للمسلمين ، وأن ذلك لا ينفعهم أمّا فى الدنيا فلإطلاع الله نبيّه عليهالسلام والمؤمنين ـ عليه ، وأمّا فى الآخرة فلفقد إخلاصهم فيه.
قوله جل ذكره : (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) الآية.
__________________
(١) فى ص (قيل) وهى خطأ في النسخ ، ويكون المعنى أنتم ـ يا أهل الكتاب ـ تشهدون قبل بعثه على صحة نبوته ...
(٢) فى ص (نبوية) وهى خطأ فى النسخ.