ويقال «أيأمركم بمطالعة الأشكال ، ونسبة الحدثان إلى الأمثال ، بعد أن لاحت فى أسراركم أنوار التوحيد ، وطلعت فى قلوبكم شموس التفريد.
قوله جل ذكره : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ ...) الآية
أخذ الله ميثاق محمد صلىاللهعليهوسلم على جميع الأنبياء عليهمالسلام ، كما أخذ ميثاقهم فى الإقرار بربوبيته ـ سبحانه ، وهذا غاية التشريف للرسول عليهالسلام ، فقد قرن اسمه باسم نفسه ، وأثبت قدوه كما أثبت قدر نفسه ، فهو أوحد الكافة فى الرتبة ، ثم سهّل سبيل الكافة فى معرفة جلاله بما أظهر عليه من المعجزات.
(فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)
الإشارة فيه : فمن حاد عن سنّته ، أو زاغ عن اتباع طريقته بعد ظهور دليله ، ووضوح معجزته فأولئك هم الذين خبثت درجتهم ، ووجب المقت عليهم لجحدهم ، وسقوطهم عن تعلّق العناية بهم.
قوله جل ذكره : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ...)
من لاحظه على غير الحقيقة ، أو طالع سواه فى توهم الأهلية (١) كراء السراب ظنّه ماء فلمّا أتاه وجده هباء. ومغاليط الحسبانات مقطّعة مشكلة فمن حلّ بها نزل بواد قفر.
(وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) لإجراء حكم الإلهية على وجه القهر عليهم.
قوله جل ذكره : (قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا
__________________
(١) الأهلية معناها الاستحقاق ، استحقاق كل تقديس ، ولا نستبعد أنها فى الأصل الألوهية لأن السياق يسير متحدثا عن البشر الذين يقولون للناس كونوا عبادا لنا ، وعن الملائكة والنبيين ووجوب عدم اتخاذهم أربابا.