قوله جل ذكره : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (٩٨))
الخطاب بهذه الآية لتأكيد الحجة عليهم ، ومن حيث الحقيقة والقهر يسدّ الحجة عليهم ، فهم مدعوون ـ شرعا وأمرا ، مطرودون ـ حكما وقهرا.
قوله جل ذكره : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٩))
كيف يصد غيره من هو مصدود فى نفسه؟ إنّ فى هذا لسرّا للربوبية.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (١٠٠))
الوحشة ليست بلازمة لأصحابها ، بل هى متعدية إلى كل من يحوّم حول أهلها ، فمن أطاع عدوّ الله إلى شؤم صحبة (الأعداء) (١) ألقاه فى وهدته.
قوله جل ذكره : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٠١))
لا ينبغى لمن أشرقت فى قلبه شموس العرفان أن يوقع الكفر عليه ظلّه ، فإنه إذا أقبل النهار من هاهنا أدبر الليل من هاهنا.
وقوله : (وَمَنْ يَعْتَصِمْ ...) الآية إنما يعتصم بالله من وجد العصمة من الله ، فأمّا
__________________
(١) مكتوبة (إلا) وسقطت بقية الكلمة فأكملناها (الأعداء) وربما (الأجانب) أو ما فى معناهما طبقا لما نعرفه عن اتجاه القشيري فى مواضع مماثلة.