فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١٣٧) هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٨))
يعنى اعتبروا بمن سلف ، وانظروا كيف فعلنا بمن والى وكيف انتقمنا ممن عادى ، وقوله تعالى (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ) : بيان لقوم من حيث أدلة العقول ، ولآخرين من حيث مكاشفات القلوب ، ولآخرين من حيث تجلى الحق فى الأسرار.
قوله جل ذكره : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩))
يعنى إذا قلتم بالله (ووصلتم (١)) بالله فلا ينبغى أن تخافوا من غير الله ، ولا تهنوا ولا تضعفوا فإن النصرة من عند الله ، والغالب الله ، وما سوى الله فليس منهم ذرة لا منهم سينة.
قوله : (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي ينبغى للمؤمن ألا تظله مهابة من غير الله.
قوله جل ذكره : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (١٤٠))
إن نالكم فينا مشقة فالذين تقدموكم لقوا مثل ما لقيتم ، ومنوا بمثل ما به منيتم ، فمن صبر منهم ظفر ، ومن ضجر من حمل ما لقى خسر ، والأيام نوب والحالات دول ، ولا يخفى على الحق شىء.
قوله جل ذكره : (وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (١٤١))
__________________
(١) لا نستبعد أنها (وصلتم) من صال يصول ، ويدعم ذلك حرف الجر بعده ، وكذلك السياق.