(هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ) : أي هم أصحاب درجات فى حكم الله ، فمن سعيد مقرّب ، ومن شقىّ مبعد.
قوله جل ذكره : (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١٦٤))
أجزل لديهم العارفة ، وأحسن إليهم النعم حيث أرسل إليهم مثل المصطفى سيد الورى صلوات الله عليه وعلى آله ، وعرّفهم دينهم ، وأوضح لهم براهينهم ، وكان لهم بكل وجه فلا نعمه شكروا ، ولا حقّه وقّروا ، ولا بما أرشدهم استبصروا ، ولا عن ضلالتهم أقصروا .. هذا وصف أعدائه الذين جحدوا واستكبروا. وأمّا المؤمنون فتقلدوا المنّة فى الاختيار ، وقابلوا الأمر بالسمع والطاعة عن كنه الاقتدار ، فسعدوا فى الدنيا والعقبي ، واستوجبوا من الله الكرامة والزّلفى.
قوله جل ذكره : (أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٦٥))
عادة الخلق نسيان ما منهم من الخطأ والعصيان ، والرجوع إلى الله بالتهمة فيما يتصل بهم من المحن والخسران ، وفنون المكاره والافتتان ، وإنّ من تعاطى (...) (١) الإجرام فحقيق بألا ينسى حلول الانتقام.
قوله جل ذكره : (وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ
__________________
(١) مشتبهة.