تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٣))
حدوده : أوامره ونواهيه ، وما تعبّد به عباده.
وأصل العبودية حفظ الحدود ، وصون العهود ، ومن حفظ حدّه لم يصبه مكروه ولا آفة ، وأصل كلّ بلاء مجاوزة الحدود.
قوله جل ذكره : (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ (١٤))
وإنما هما عقوبتان : معجلة ومؤجلة ، ويقترن بهما جميعا الذّلّ ؛ فلو اجتهد الخلائق على إذلال المعاصي بمثل الذل الذي يلحقهم بارتكاب المعصية لم يقدموا (١) عليها : لذلك قال قائلهم : من بات (٢) مسلما (٣) بذنب أصبح وعليه مذلته ، فقلت ومن أصبح مبرّا ببر ظلّ وعليه مهابته.
قوله جل ذكره : (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (١٥))
إنما اعتبر فى ثبوت الفاحشة ـ التي هى الزنا ـ زيادة الشهود إسبالا لستر الكرم
__________________
(١) وردت (لم يقدروا) والملائم للمعنى أن تكون (لم يقدموا) مما يرجح أن الناسخ قد أخطا.
(٢) وردت (من مات) والسياق يقتضى (بات) ، (وأصبح) ، وظلّ ..
(٣) وردت (مسلما) وهى خطأ من الناسخ.