على إجرام العباد ، فإنّ إقامة الشهود ـ على الوجه الذي فى الشرع لإثبات تلك الحالة ـ كالمتعذّر (١).
وفى قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لما عز لما قال له : يا رسول الله ـ صلوات الله عليك ـ إنّى زنيت فطهّرنى. فقال : لعلّك قبّلت .. ثم قال فى بعض المرات : «استنكهوه» (٢).
ففى هذا أقوى دليل لما ذكرت من إسباله الستر على الأعمال القبيحة.
قوله جل ذكره : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً (١٦))
الأمر بفنون العقوبات لهم على فعل ذلك أبلغ (٣) شىء فى الردع والمنع منه بالرفع ، لعلّ العبد يحذر ذلك فلا يستحق التعذيب الأعظم.
قوله جل ذكره : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧)). (٤)
لا استغفار مع الإصرار (٥) ؛ فإن التوبة مع غير إقلاع سمه الكذّابين.
وقوله : (السُّوءَ بِجَهالَةٍ) : يعنى عمل عمل الجهّال.
__________________
(١) يدل هذا الرأى ـ فى نظرنا ـ أولا على فهم صائب لما وراء الحدود الشرعية من مرام بعيدة ، ويدل ثانيا على سعة صدر الصوفية فى الصفح عن أرباب الخطايا ، وستر معايب الخلائق ، ولقد أحسن الحسن البصري حين قال : النصيحة على الملأ فضيحة.
(٢) وفى صحيح البخاري ج ٨ ص ٢٩٨ عن ابن عباس : لما أنى ماعز بن مالك النبي (ص) قال له لعلك قبلت او غمزت أو نظرت ... إلخ قال نعم فعند ذلك أمر يرجمه (ومعنى استنكهوه : أي ابحثوا فى فمه عن نكهة الخمر فربما يكون ثملا).
(٣) وردت (بلغ) وهى خطأ فى النسخ.
(٤) أخطأ الناسخ فى كتابة الآية فجاءت (من قريبة) ، (السوء بحجالة).
(٥) أخطأ الناسخ فكتبها (الاسرار) بالسين والمعني يرفضها.