وبقي حكم الاحترام ، فإذا كانت المعاقدة بين الناس بهذه المثابة فما ظنّك بالمعاهدة مع الله؟. قال الله تعالى : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) وأنشدوا :
إنّ الألى ماتوا على دين الهوى |
|
وجدوا المنيّة منهلا معسولا |
قوله جل ذكره : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللهُ وَاللاَّتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً (٣٤))
خصّ (١) الرجال بالقوة فزيد بالحمل عليهم ؛ فالحمل على حسب القوة. والعبرة بالقلوب والهمم لا بالنفوس والجثث.
قوله : (وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) : أي ارتقوا فى تهذيبهن بالتدريج والرفق ، وإن صلح الأمر بالوعظ فلا تستعمل العصا بالضرب ، فالآية تتضمن آداب العشرة.
ثم قال : (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) : يعنى إن وقفت فى الحال عن سوء العشرة (........) (٢) ورجعت إلى الطاعة فلا تنتقم منها عمّا سلف ، ولا تمتنع من قبول عذرها والتأبّى عليها.
يقال : (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) بمجاوزتك عن مقدار ما تستوجب (٣) من نقمتك.
__________________
(١) جاءت (حضّ) أي أخطأ الناسخ فنقل نقطة الخاء إلى الضاد.
(٢) هنا ثلاث كلمات زائدة وضع الناسخ علامة مميزة للتنبيه على ضرورة حذفها لتكرارها بدون داع.
(٣) أي تستحق المرأة.