قوله جل ذكره : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً (٣٥))
يقال لك عليها الطاعة بالبدن ، فأمّا المحبة والميل إليك بالقلب فذلك إلى الله ، فلا تكلّفها مالا يرزقك الله منها ؛ فإن القلوب بقدرة الله ، يحبّب إليها من يشاء ، ويبغّض إليها من يشاء.
ويقال (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) أي لا تنس وفاءها فى الماضي بنادر (١) جفاء يبدو فى الحال فربما يعود الأمر إلى الجميل.
قوله جل ذكره : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً (٣٦) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (٣٧))
قوله : العبودية معانقة الأمر ومفارقة الزجر (٢).
(وَلا تُشْرِكُوا) الشّرك مجليّه اعتقاد معبود سواه ، وخفيّه : ملاحظة موجود سواه ،
__________________
(١) لا نستبعد أنها ربما كانت فى الأصل (ببادر) والمعنى يتقبل (نادر) و (بادر) فكلاهما يدل على قدر من الحفاء لا يستحق الاهتمام ويستوجب العفو.
(٢) أي طاعة ما أمرك به وترك ما نهاك عنه.