قوله جل ذكره : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً (٥٨))
ردّ الأمانات إلى أهلها تسليم أموال (١) الخلق لهم بعد إشرافك عليها بحيث لا تفسد عليهم.
ويقال لله ـ سبحانه وتعالى ـ أمانات وضعها عندك ؛ فردّ الأمانة إلى أهلها تسليمها إلى الله ـ سبحانه ـ سالمة من خيانتك فيها ؛ فالخيانة فى أمانة القلب ادعاؤك فيها ، والخيانة فى أمانة السّرّ ملاحظتك إياها.
والحكم بين الناس بالعدل تسوية القريب والبعيد فى العطاء والبذل ، وألا تحملك مخامرة حقد على انتقام لنفس.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (٥٩))
قرن طاعته بطاعة الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تفخيما لشأنه ورفعا لقدره.
وأمّا أولوا الأمر ـ فعلى لسان العلم ـ السلطان ، وعلى بيان المعرفة العارف ذو الأمر على المستأنف ، والشيخ أولو الأمر على المريد ، وإمام كل طائفة ذو الأمر عليهم.
__________________
(١) وردت (أحوال) والصواب أنها (أموال) لأن الأحوال لا تكون ودائع للناس عندك بل أموالهم