فوقتا دون وقت ، وأمّا بالقلوب فإياكم والغيبة عن الحقيقة لحظة كيفما اختلفت بكم الأحوال .. الذكر كيفما كنتم وكما كنتم ، وأما الصلاة فإذا اطمأننتم.
قوله جل ذكره : (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٠٤))
قوموا بالله وليكن (١) استنادكم فى جهادكم إلى الله.
(إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ) : القوم شاركوكم فى إحساس الألم ، ولكن خالفوكم فى شهود القلب ، وأنتم تشهدون ما لا يشهدون ، وتجدون لقلوبكم ما لا يجدون ، فلا ينبغى أن تستأخروا عنهم فى الجد والجهد.
قوله جل ذكره : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً (١٠٥) وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (١٠٦))
(٢) لم يأمرك (٣) بالحكم بينهم على عمّى ولكن بما أراك الله (٤) أي كاشفك به من أنوار البصيرة حتى وقفت عليه بتعريفنا إياك وتسديدنا لك ، وكذلك من يحكم بالحق من أمتك.
قوله : (وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) : أي لا تناضل عن أرباب الحظوظ ولكن مع
__________________
(١) أخطأ الناسخ إذ كتبها (ولا يكن).
(٢) أخطأ الناسخ إذ كتبها واستغفروا.
(٣) وردت (لم يأمركم) والصواب (لم يأمرك) لأن الخطاب كله موجه إلى الرسول (ص).
(٤) يحتج من ذهب من علماء الأصول بهذه الآية على أنه صلىاللهعليهوسلم كان له أن يحكم بالاجتهاد ، وفيما رواه أبو داود من حديث أسامة بن زيد عن رجلين من الأنصار اختصما إلى الرسول (ص) فى مواريث بينهما قد درست وليس عندهما بينة .. ينتهى الحديث على النحو التالي.
«إنى إنما أقضى بينكما يرأى فيما لم ينزل علىّ فيه».