قوله جل ذكره : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً (١١٠))
(ثُمَّ) : حرف يدل على التراخي ؛ أي يزجون (١) عمرهم فى البطالات والمخالفات ثم فى آخر أعمارهم يستغفرون الله.
وقوله (يَجِدِ اللهَ) : الوجود غاية الحديث (٢) ، والعاصي لا يطلب غير الغفران ، ولكن الله ـ سبحانه يوصله إلى النهاية بفضله ـ إذا شاء ، فسنّته تحقيق ما فوق المأمول لمن رجاه.
قوله جل ذكره : (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١١١))
الحقّ غنيّ عن طاعة المطيعين ، وزلة (٣) العاصين ، فمن أطاع فحظّه حصّل ، ومن عصى فحظه أخذ.
قوله جل ذكره : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (١١٢))
من نسب إلى برىء ما هو صفته من المخازي عكس الله عليه الحال ، وألبس ذلك البريء ثواب محاسن راميه ، وسحب ذيل العفو على مساويه ، وقلب الحال على المتعدّى بما يفضحه بين أشكاله ، فى عامة أحواله.
قوله جل ذكره : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ
__________________
(١) وردت (يرجون) بالراء والصواب بالزاي.
(٢) (التواجد بداية والوجود نهاية والوجد واسطة ، وسمعت الأستاذ أبا على الدقاق يقول :
التواجد يوجد استيعاب العبد ، والوجد يوجب استغراق العبد ، والوجود يوجب استهلاك العبد فهو كمن شهد البحر ثم ركب البحر ثم غرق فى البحر) الرسالة ص ٣٧.
(٣) وردت (ذلة) بالذال والصواب أن تكون بالزاي لأن المناسب للسياق لفظ ضد الطاعة.