قوله جل ذكره : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٣٦))
اليوم ـ يقبل من الأحباب مثقال ذرة ، وغدا ـ لا يقبل من الأعداء ملء الأرض ذهبا ، كذا يكون الأمر.
ويقال إفراط العدو فى التقرب موجب للمقت ، وتستر الولي (١) فى التودد إحكام لأسباب الحب.
قوله جل ذكره : (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ (٣٧))
كما أن الأعداء لا محيص لهم من النار كذلك المبعدون عن التوفيق كلما أرادوا إقلاعا عن التهتك أدركهم ـ من فجأة الخذلان ـ ما يركسهم فى وهدة العناء.
قوله جل ذكره : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٣٨))
لو أنّ وليا من الأولياء سرق نصابا من جرد ، ووجد فيه استحقاق القطع ، أقيم عليه الحدّ كما يقام على المتهتك ، ولا يسقط الحدّ لصلاحه. والإشارة فيه أن أمر الملك مقابل بالتعظيم ، بل كل من كان أعلى رتبة فخطره أتمّ وأخفى ، والمطالبة عليه أشدّ (٢). فلا يستخفنّ أحد الإلمام بزلة (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ).
قوله جل ذكره : (فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ
__________________
(١) وردت (المولى والصواب أن تكون (الولي) ضد (العدو) حسبما نعرف من أسلوب القشيري
(٢) لأن أصحاب الرتبة الكبيرة بهم اقتداء ؛ فعليهم وزرهم ووزر من تبعهم.