قوله جل ذكره : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ)
قم بالله فيما تحكم بينهم ، وأقم حقوقه فيما تؤخر وتقدم ، ولا تلاحظ الأغيار فيما (تؤثر) (١) أو تذر ، فإن الكلّ محو فى التحقيق.
قوله جل ذكره : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ، وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ).
يعنى (عظهم) (٢) بلسان العلم فإن أبوا قبولا فشاهدهم بعين الحكم. ويقال : أشدد عليهم باعتناق لوازم التكليف ، فإن أعرضوا فعاينهم بعين التصريف ؛ فانّ الحقّ ـ سبحانه ـ بشرط التكليف يلزمهم ؛ وبحكم التصريف يؤخرهم ويقدمهم ، فالتكليف فيما أوجب ، والتصريف فيما أوجد ، والعبرة بالإيجاد والإيجاب.
قوله جل ذكره : (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠))
أيعودون فى ظلمة الحجاب ووحشة الالتباس بعد ما سطع فجر العرفان ، وطلعت شموس التحقيق ، وانهتكت أستار الريب؟
ويقال أيطلبون منك أن تحيد عن المحبة المثلى ، وقد اتضحت لك البراهين وتجلّى اليقين؟
ويقال أيطمعون فى استتار الحقائق فى السرائر وقد تجلت شموس اليقين؟
__________________
(١) وردت (تؤشر) بالشين وهى خطأ فى النسخ.
(٢) وردت (عظمهم) بزيادة ميم وهى خطأ فى النسخ.