قدّم تعريفه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قصص الأولين على تكليفه باتباع ما أنزل الله عليه لئلا يسلك سبيل من تقدّمه فيستوجب ما استوجبوه.
قوله جل ذكره : (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ ، وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً ، وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ، وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ).
لا تتملكك مودة قريب أو حميم ، واعتنق ملازمة أمر الله ـ تبارك وتعالى ـ بترك كل نصيب لك.
ثم قال : (لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً) يعنى طريقة وسنّة ؛ أي أفردنا كلّ واحد منكم ـ معاشر الأنبياء ـ بطريقة ، (وأمّا (١)) أنت فلا يدانيك فى طريقتك أحد ، وأنت المقدّم على الكافة ، والمفضّل على الجملة ، ولو شاء الله لسوّى مراتبكم ، ولكن غاير بينكم ابتلاء ، وفضّل بعضكم على بعض امتحانا.
قوله جل ذكره : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).
مسارعة كل أحد على ما يليق بوقته ؛ فالعابدون تقدمهم من حيث الأوراد ، والعارفون همتهم من حيث المواجد (٢).
ويقال استباق الزاهدين برفض الدنيا ، واستباق العابدين بقطع الهوى ، واستباق العارفين بنفي المنى ، واستباق الموحدين بترك الورى ، ونسيان الدنيا والعقبى.
__________________
(١) وردت (ولما) وهى خطأ فى النسخ.
(٢) وقع الناسخ فى تكرار عبارة (والعارفون ..) فحذفناها