قوله جل ذكره : (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٧٦))
تعليق القلوب ـ بدون الرب ـ فى استدفاع الشر واستجلاب الخير بمحيق للوقت فيما لا يجدى ، وإذهاب للعمر فيما لا يغنى ؛ إذ المتفرد بالإيجاد برىء عن الأنداد.
قوله جل ذكره : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ (٧٧))
التعمق فى الباطل قطع لآمال الرجوع ؛ فكلما كان بعد المسافة من الحقّ أتمّ كان اليأس من الرجعة أوجب ، ومتّبع الضلالة شرّ من مبتدعها ؛ لأن المبتدع يبنى والمتّبع يتمّ البناء ، ومن به كمال الشرّ شرّ ممن منه ابتداء الشر.
قوله جل ذكره : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨))
أمر الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ حتى ذكروا الكفار بالسوء ، وأمّا الأولياء فخصّهم بذكر نفسه فقال : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) (١) ؛ فلعنة الكفار بلسان الأنبياء ، وذكر المؤمنين بالجميل بلسان الحقّ ـ سبحانه ، ولو كان ذلك ذكرا بالسوء لكان فيه استحقاق فضيلة ، فكيف وهو ذكر بالجميل!؟ ولقد قال قائلهم :
لئن ساءنى أن تلقني بمساءة |
|
فقد سرّنى أني خطرت ببالكا |
قوله جل ذكره : (كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ
__________________
(١) آية ٤٣ سورة الأحزاب.