فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (١٣٨) إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٩))
لم تخلص فى قلوبهم حقائق التوحيد فتاقت نفوسهم إلى عبادة غير الله ، حتى قالو لنبيّهم موسى ـ عليهالسلام ـ : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. وكذا صفة من لم يتحرر قلبه من إثبات الأشغال والأعلال ، ومن المساكنة إلى الأشكال والأمثال.
ويقال من ابتغى بالصنم أن يكون معبوده متى يتوهّم فى وصفه أن يخلص إلى الله قصوده؟
قوله جل ذكره : (قالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٤٠))
ذكّرهم انفراده ـ سبحانه ـ بإنشائهم وإبداعهم ، وأنه هو الإله المتفرد بالإيجاد ، ونبّههم أيضا على عظيم نعمته عليهم ، وأنه ليس حقّ إتمام النعمة عليهم مقابلتهم إياها بالتولّى لغيره والعبادة لمن سواه.
قوله جل ذكره : (وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (١٤١))
ما ازداد موسى ـ عليهالسلام ـ فى تعديد إنعام الله عليهم ، وتنبيهم على عظيم آلائه إلا ازدادوا جحدا على جحد ، وبعدا بالقلوب ـ عن محل العرفان ـ على بعد ، وهذه أمارة من بلاه ـ سبحانه ـ فى السابق بالقطع والرد.
قوله جل ذكره : (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً