قوله جل ذكره : (وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ).
يعنى إن عدتم إلى الجميل من السيرة عدنا عليكم بجميل المنّة ، وإن عاودتم الإقدام على الشّرّ أعدنا عليكم ما أذقناكم من الضّرّ.
قوله جل ذكره : (وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ).
من غلبته قدرة الأحد لم تغن عنه كثرة العدد.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ)
الناس فى طاعة الله على أقسام : فمطيع لخوف عقوبته ، ومطيع طمعا فى مثوبته ، وآخر تحققا بعبوديته ، وآخر تشرفا بربوبيته.
وكم بين مطيع ومطيع! وأنشدوا :
أحبك يا شمس النهار وبدره |
|
وإن لامنى فيك السّها والفراقد |
وذاك لأنّ الفضل عندك زاخر |
|
وذاك لأنّ العيش عندك بارد |
قال تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) ولم يقل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ، وفى ذلك نوع تخصيص ، وحزب تفضيل يلطف عن العبارة ويبعد عن الإشارة (١)
قوله جل ذكره : (وَلا) (٢) (تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ).
أي تسمعون دعاءه إياكم ، وتسمعون ما أنزل عليه من دعائى إياكم.
قوله جل ذكره : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (٢١))
لا تكونوا ممن يشهد جهرا ، ويجحد سرّا.
__________________
(١) هذا من المواضع التي يشعر فيها القارئ أن القشيري يريد أن يقول شيئا ولكنه يتركه لفطنة القارئ يستشف ما وراء السطور.
(٢) أخطأ الناسخ فكتبها (ولو تولوا).