اللام من (للذين) تفيد الاستحقاق ، كقولك : الرحمة للمؤمنين واللعنة للكفار ، ومن نسائهم : جار ومجرور متعلق بالظرف ، كما تقول : لك منى المعونة ، ولك منى النّصرة. وليست (من) متعلقة بيؤلون لأنه يقال : آلى على امرأته وقول العامة آلى من امرأته غلط وكأنه لما سمع قوله تعالى : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) ظن أن (من) تتعلق بيؤلون ، فجوّز أن يقال : آلى من امرأته ، وليس كذلك.
قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) (٢٢٨).
يتربصن ، لفظه لفظ الخبر ، ومعناه الأمر ، أى ، ليتربصن ، وجاز ذلك لأن المعنى مفهوم ، وثلاثة قروء ، وتقديره ، ثلاثة أقراء (١) من قرء فحذف المضاف إليه.
كقول الشاعر :
٤٠ ـ مالك عندى غير سهم وحجر |
|
وغير كيداء شديدة الوتر |
جادت بكفّى كان من أرمى البشر (٢) |
أى ، بكفّى رجل كان من أرمى البشر.
فحذف المضاف إليه وأقام الجملة الفعلية مقامه ، وإنما وجب هذا الحذف ، لأن إضافة العدد القليل وهو من الثلاثة إلى العشرة إلى جمع القلة أولى من إضافته إلى جمع الكثرة ، لما فى إضافته إليه من التنافى ، وأقراء جمع قلة ، وقروء جمع كثرة ، فلو أضفناه إلى جمع الكثرة لكان فيه من التنافى ما لا خفاء به فلذلك وجب هذا الحذف.
__________________
(١) (إقراء) فى أ ، ب.
(٢) البيت من شواهد الإنصاف ص ٧٥ ح ١ ، وذكره الأشمونى.
وقال الصينى : رجز لم يعلم راجزه (ص ٧١ ح ٣ حاشية الصبان على شرح الأشمونى).