(وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ)(١)
وقال تعالى :
(فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ)(٢)
بغير همز ، وهذا قياس مطرد فى كل همزة ساكنة مكسور ما قبلها أن تقلب ياء ، فالياء التى فى اللفظ فى (الذى) هى فاء الفعل من (اوتمن) ، وياء الذى حذفت لالتقاء الساكنين ، ولا يجوز أن تشمّ الهمزة فى (اؤتمن) شيئا من الضمة اعتبارا بضمة همزة الوصل فى الأصل ، لأن أصله أؤتمن. لوجهين :
أحدهما : أن همزة الوصل تسقط فى الدّرج ، فنقل الحركة عنها محال.
والثانى : أن هذا على خلاف كلام العرب لأنهم إنما ينقلون حركة الحرف إلى ما قبله لا إلى ما بعده ، وهذا نقل إلى ما بعده لا إلى ما قبله ، فكان على خلاف كلامهم ، فلا وجه لإشمام الهمزة من (اؤتمن) لأنها لا حركة لها أصلا ، وليس هذا كما حكى من أنه قرئ : فى القتلى الحر. بإشمام الفتحة على اللام الكسرة مع حذف الألف بعدها ، كما كان يميل ، والألف ثانية لأن الألف المحذوفة فى القتلى فى حكم الثبات لأنها حذفت لالتقاء الساكنين ، وما حذف لالتقاء الساكنين فى حكم الثابت الموجود ، ألا ترى أنه قرأ (٣) بعضهم :
(وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ)(٤)
فنصب النهار مع حذف التنوين كما ينصب مع إثباته ، وأنشدوا :
__________________
(١) سورة الحج ٤٥.
(٢) سورة يوسف ١٧.
(٣) (قرئ) فى أ.
(٤) ٤٠ سورة يس.