والثانى : أن زيادة الواو ثانية فى الأسماء أكثر من زيادة التاء أوّلا ، فكان حمله على الأكثر أولى.
وتقرأ : التورية بالتفخيم والإمالة.
فالتفخيم على الأصل ، والإمالة لأن الألف بدل من الياء على ما قدمنا.
قوله تعالى : (مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ) (٤).
بنيت (قبل) لأنها اقتطعت عن الإضافة فنزلت منزلة بعض الكلمة وبعض الكلمة مبنى ، وبنى على حركة تفضيلا له على ما بنى وليس له حالة إعراب ، وكانت الحركة ضمة لوجهين :
أحدهما : أنهم عوّضوا بأقوى الحركات تعويضا عن المحذوف.
والثانى : أن (قبل) يدخلها النصب والجر تقول : جئت قبلك ، ومن قبلك ، ولا يدخلها الرفع ، فلو بنيت على الفتح أو الكسر لالتبست حركة الإعراب بحركة البناء ، فبنوها على حركة لا تدخلها لئلا تلتبس حركة الإعراب بحركة البناء.
قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (٧).
منه ، جار ومجرور فى موضع نصب على الحال من الكتاب ، وتقديره ، أنزل عليك الكتاب كائنا منه آيات. وآيات ، مرتفعة به ارتفاع الفاعل بفعله ، لأنه جرى حالا ، لأنه نائب عن كائن. ومحكمات ، صفة لآيات ، وهن أم الكتاب ، جملة اسمية فى موضع رفع لأنها صفة لآيات أيضا ، وأخر ، معطوف على قوله : آيات محكمات. وأخر ، لا ينصرف للوصف والعدل ، فمنهم من قال : هو معدول عن آخر من كذا (١) ، ومنهم من قال : هو معدول عن الألف واللام لأنه على وزن فعل ، وفعل إذا كان صفة
__________________
(١) (كذى) فى أ.