ينادى ، جملة فعلية فى موضع نصب لأنه صفة (مناديا). وللإيمان ، فى لامه الأولى وجهان :
أحدهما : أن تكون بمعنى (إلى) أى ، إلى الإيمان.
والثانى : أن تكون من صلة مناديا أى ، سمعنا مناديا للإيمان ينادى. وأن آمنوا ، فى موضع نصب بينادى وتقديره ، ينادى بأن آمنوا. فحذف حرف الجر فاتصل الفعل به وقد قدّمنا الخلاف فى نظائره.
قوله تعالى : (وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ) (١٩٣).
أى ، أبرارا مع الأبرار. كقول الشاعر :
٥٣ ـ كأنك من جمال بنى أقيش |
|
يقعقع خلف رجليه بشنّ (١) |
أى ، كأنك جمل من جمال بنى أقيش. والأبرار ، جمع بارّ ، ويجوز أن يكون جمع برّ وأصله ، برر على وزن كتف فحذفت الكسرة من الراء الأولى وأدغمت فى الثانية.
قوله تعالى : (وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ) (١٩٤).
أى على ألسنة رسلك ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ) (١٩٥).
أنى ، قرئ بفتح الهمزة وكسرها ، فمن فتحها كان التقدير فيه ، فاستجاب لهم
__________________
(١) البيت من شواهد سيبويه ، «هذا باب يحذف المستثنى فيه استخفافا» وهو للنابغة الذبيانى. الكتاب ١ ـ ٣٧٥.