ربهم بأنى لا أضيع ، فحذف حرف الجر ، ومن قرأ بالكسر كان التقدير فيه ، فقال لهم إنى لا أضيع ، وهى بعد القول مكسورة.
قوله تعالى : (فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) (١٩٥).
فالذين هاجروا ، مبتدأ. وخبره (لأكفرن). وقاتلوا وقتلوا ، عطف على عطف.
وقرئ : وقتلوا وقاتلوا ، هذه القراءة تدل على أن الواو تدل على الجمع دون الترتيب فلذلك لم يبال قدّم أو أخرّ وإلا فيستحيل أن تكون المقاتلة بعد القتل ، وقد يجوز أن يراد يقتلوا البعض ويقاتلوا الباقى وهو كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) (١٩٥).
ثوابا ، منصوب من ثلاثة أوجه :
الأول : أن يكون منصوبا على المصدر المؤكد لما قبله لأنه لما قال : لأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار. كأنه قال : لأثيبنّهم ثوابا (١).
والثانى : أن يكون منصوبا على القطع وهى عبارة الكوفيين وهو الحال عند البصريين.
والثالث : أن يكون منصوبا على التمييز.
والوجه الأول أوجه الأوجه.
والله ، مبتدأ. وحسن الثواب ، مبتدأ ثان. وعند ، خبر المبتدأ الثانى ، والمبتدأ الثانى وخبره خبر عن المبتدأ الأول وهو اسم الله تعالى.
__________________
(١) (بثواب) فى أ.