ولا يجوز أن تكون من (أرى) بمعنى أعلم ، لأن أعلم يتعدى إلى ثلاثة مفعولين وليس فى الآية إلا مفعولان الكاف وهو ظاهر والهاء وهو مقدر.
قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً) (١١٢).
قال : ثم يرم به بريئا. ولم يقل : بهما ، لأن معنى قوله : ومن يكسب خطيئة أو إثما ، ومن يكسب أحد هذين الشيئين ثم يرم به ، لأن (أو) لأحد الشيئين ولهذا تقول : زيد أو عمرو قام ، ولا يقال : زيد أو عمرو قاما لما ذكرنا.
قوله تعالى : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ) (١١٤).
إن جعلت النجوى بمعنى المناجاة ، كان (من أمر) فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع ، وإن جعلت بمعنى الجماعة الذين يتناجون كان (من) فى موضع جر على البدل من الهاء والميم فى (نجواهم) وهو بدل بعض من كل.
قوله تعالى : (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ) (١٢٧).
ما يتلى ، فى موضع رفع لأنه معطوف على اسم الله تعالى. ولا يجوز أن يكون معطوفا على المضمر فى (فيهن) لأنه لا يجوز العطف على الضمير المجرور ، وأجازه الكوفيون ، وقد بيّنا فساده فى كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف (١). وقوله : فى الكتاب ، من صلة يتلى وكذلك : فى يتامى النساء اللاتى ، فى موضع جرّ صفة ليتامى. ولا تؤتونهن
__________________
(١) الإنصاف ح ٢ ص ٢٧٢ المسألة ٦٥.