لأنه لما نهاهم عن الشر فقد أمرهم بإتيان الخير فكأنه قال : ائتوا خيرا لكم وهذا كقول الشاعر :
٦٢ ـ تروّحى أجدر أن تقيلى |
|
غدا بجنبى بارد ظليل (١) |
وتقديره ، ائتى مكانا أجدر. وكقول الآخر :
٦٣ ـ فواعديه سرحتى مالك |
|
أو الرّبا بينهما أسهلا (٢) |
وتقديره ، وأنى مكانا أسهل.
والثانى : أن يكون منصوبا لأنه صفة لمصدر محذوف وتقديره : فآمنوا إيمانا خيرا لكم.
والثالث : أن يكون منصوبا لأنه خبر يكن مقدرة ، وتقديره ، فآمنوا يكن خيرا لكم ، وإنما جاز تقدير يكن ههنا ولم يجز فى قولهم : زرنا أخانا. على تقدير : تكن أخانا ، لأن من أمرك بالزيارة لا يوجب كون الأخوة ، بخلاف الأمر بالإيمان والانتهاء عن الشر فإنهما يدلان على الخير لمن آمن وانتهى ، فبان الفرق.
قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ) (١٧١).
ثلاثة ، مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، ولا تقولوا آلهتنا ثلاثة.
__________________
(١) شاهد من كلام أحيسحة بن الجلاح ، يخاطب نخلة :
تأبّرى يا خيرة الفسيل |
|
تأبّرى من حنذ فشولى |
إن ضن أهل النّخل بالفحول |
|
تروّحى أجدر أن تقيلى |
غدا بجنبى بارد ظليل |
|
ومشرب يشربها رسيل |
أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك ٢ ح ص ٢٩٧ مطبعة السعادة ، الطبعة الثالثة ١٣٦٨ ه ـ ١٩٤٩ م.
(٢) من شواهد سيبويه ، الكتاب ح ١ ص ١٤٣ قال الشنتمرى : «سرحتا مالك ، موضع بعينه ...» أسفل الصفحة ح ١ ص ١٤٣.