قوله تعالى : (سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ) (١٧١).
أن المصدرية وصلتها ، فى موضع نصب لحذف حرف الجر وتقديره ، سبحانه عن أن يكون له ولد ومن أن يكون له ولد.
وكذلك قوله تعالى : (أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ) (١٧٢).
فى موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر وتقديره ، من أن يكون عبدا لله.
قوله تعالى : (وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً) (١٧٥).
صراطا ، منصوب من وجهين :
أحدهما : أن يكون منصوبا بتقدير فعل وتقديره ، يعرّفهم صراطا ، ودل يهديهم على المحذوف.
والثانى : أن يكون مفعولا ثانيا ليهدى وتقديره ، ويهديهم صراطا مستقيما إلى ثوابه.
قوله تعالى : (فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ) (١٧٦).
إنما قال : (اثنتين) ولم يقتصر على قوله (كانتا) لأنها تفيد التثنية لوجهين :
أحدهما : أنه لو اقتصر على قوله : كانتا ولم يقل اثنتين لاحتمل أن يريد بهما الصغيرتين أو الكبيرتين ، فلما قال : اثنتين أفاد العدد مجرّدا عن الصّغر والكبر فكأنه قال : فإن كانتا صغيرتين أو كبيرتين. فقام (اثنتان) مقام هذين الوصفين ، وأفاد فائدتهما فى رفع هذا الوهم والاحتمال فى أن الصغرى بخلاف الكبرى. فما روى عن النبى عليهالسلام أنه قال : (لا تنكح المرأة على عمّتها ولا على خالتها ، لا الصغرى على الكبرى ولا الكبرى على الصغرى (١)) فذكر الصغرى والكبرى / رفعا لهذا الوهم والاحتمال من اختلاف الحكم بين الصغرى والكبرى.
__________________
(١) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يجمع بين المرأة وعمتها ، ولا بين المرأة وخالتها» صحيح البخارى باب النكاح.