من ، تحتمل وجهين :
أحدهما : أن تكون استفهامية ، فتكون فى موضع رفع لأنها مبتدأ ، وما بعدها خبره ، والجملة فى موضع نصب بتعلمون.
والثانى : أن تكون بمعنى الذى خبرا فتكون فى موضع نصب بتعلمون.
قوله تعالى : (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (١٣٦).
ما ، فى موضع رفع لأنه فاعل ساء.
قوله تعالى : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٣٧).
زين ، قرئ بفتح الزاى والياء ، وبضم الزاى وكسر الياء ، فمن قرأ زيّن فهو فعل سمّى فاعله ، وفاعله (شركاؤهم) ، وقيل : أولادهم مفعوله. وقتل مصدر أضيف إلى المفعول. ومن قرأ بضم الزاى وكسر الياء فهو فعل ما لم يسم فاعله ، وقتل ، مرفوع لأنه مفعول ما لم يسمّ فاعله ، وأما نصب (أولادهم) وجر (شركائهم) فهو ضعيف فى القياس جدا ، وتقديره ، زين قتل شركائهم أولادهم. فقدّم وأخّر ، وفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول. كقول الشاعر :
٧٥ ـ فزججتها بمزجّة |
|
زجّ القلوص أبى مزاده (١) |
أى : زج أبى مزادة القلوص. وكقول الآخر :
٧٦ ـ يطفن بحوزىّ المراتع لم يرع |
|
بواديه من قرع القسىّ الكنائن (٢) |
__________________
(١) أورده الشنتمرى فى شرح شواهد الكتاب هامش ٢ ـ ٨٨ قال «ومما أنشده الأخفش فى الباب» وجاء بالخصائص ٢ ـ ٤٠٦.
زجه : طعنه ـ المزجة : الرمح القصير ـ القلوص : الناقة الفتية.
(٢) نسبه ابن جنى للطرماح ـ الخصائص ٢ ـ ٤٠٦ ـ وفى اللسان مادة (حوز) يصف بقر الوحش ـ الحوزى : محلها ـ لم يرع : لم يفزع بواديه ـ من قرع القسى الكنائن : من تعرض الصياد له.