للاستفهام ههنا ، وإنما أرادوا بها هل التى فى قولهم : حىّ هل ، أى أقبل. وأم بمعنى اقصد ثم حذفوا الهمزة من أمّ لكثرة الاستعمال وركبوها مع هل فصار هلم. والأول : أصح.
قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) (١٥١).
ما ، يجوز أن تكون اسما موصولا وأن تكون استفهامية ، فإن كانت اسما موصولا كانت بمعنى الذى فى موضع نصب لأنها مفعول (اتل) و (حرّم ربكم) صلته ، والعائد محذوف وتقديره ، حرّمه ربكم ، فحذف الهاء العائدة للتخفيف. ويكون (ألا تشركوا به شيئا) ، فى موضع نصب على البدل من الهاء أو من (ما). ولا ، زائدة ، وتقديره ، حرّم أن تشركوا.
ويجوز أن تكون (ألا تشركوا) فى موضع رفع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو ألا تشركوا. ولا زيادة فى هذا الوجه أيضا.
ويجوز أن تكون أن بمعنى أى ، و (لا) نهى وتقديره ، أى لا تشركوا ، وإن كانت (ما) استفهامية / كانت فى موضع نصب بحرّم. وتقديره ، أىّ شىء حرم ربكم.
ويجوز أن تقف على قوله : ربكم. ثم تبتدئ وتقرأ : عليكم ألّا تشركوا ، أى عليكم ترك الإشراك ، فيكون (ألا تشركوا) فى موضع نصب على الإغراء بعليكم.
قوله تعالى : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً) (١٥٣).
قرئ : أنّ بفتح الهمزة وكسرها ، فمن قرأ بالفتح كان (أنّ) فى موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، ولأن هذا صراطى. ومن فتح وخفف النون جعلها مخففة من الثقيلة فى موضع نصب كقراءة من قرأها مثقّلة.
ومن قرأ بالكسر جعلها مبتدأة ومستقيما منصوب على الحال المؤكدة من صراطى ، وكانت مؤكدة لأن صراط الله تعالى لا يكون إلا مستقيما.