الرفع والنصب. فالرفع على أنه معطوف على قوله : ظهورها. والنصب من وجهين :
أحدهما : أن يكون معطوفا على (ما) فى قوله : (إلّا ما حملت) و (ما) فى موضع نصب على الاستثناء من الشحوم ، وهو استثناء من موجب.
والثانى : أن يكون معطوفا على قوله : شحومهما. وتقديره ، حرمنا عليهم شحومهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم إلا ما حملت ظهورهما ، فعلى هذا التقدير فى الآية تقديم وتأخير / وتكون الحوايا محرمة عليهم بخلاف ما قبله.
قوله تعالى : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ) (١٤٦).
ذلك ، فى موضع نصب لأنه مفعول ثان لجزيناهم ، وتقديره ، جزيناهم ذلك ببغيهم ، ولا يجوز الرفع إلا على وجه ضعيف وهو أن يكون التقدير فيه ، جزيناهموه. فيكون كقولك : زيد ضربت. أى ، ضربته ، وهذا لا يجوز إلا على ضعف.
فأما قراءة ابن عامر :
(وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى)(١)
بالرفع فإنما قوّاها أنه قد انضم إلى حذف الهاء ضم الكاف فى (كل) فاجتمع فيه سببان ، الحذف وطلب المشاكلة ، فقوى الرفع ، ويجوز أن يقوى الشىء بسببين ويضعف بسبب واحد كما لا ينصرف.
قوله تعالى : (قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ) (١٥٠).
أصل هلم ، هاء المم ، فحذفت همزة الوصل من المم لأنها تسقط فى الدّرج فاجتمع ساكنان ألف هاء ولام المم ، فحذفت ألف (هاء) لالتقاء الساكنين ، وألقيت ضمة الميم الأولى على اللام وأدغمت الميم الأولى فى الثانية وحركت الثانية لالتقاء الساكنين بالفتح لأنه أخف الحركات فصار (هلم) وذهب الكوفيون إلى أن (هلم) مركبة من (هل) و (أمّ) ولم يريدوا بهل الاستفهامية كما غلط أبو على عليهم بقوله : ولا معنى
__________________
(١) ٩٥ سورة النساء ، ١٠ سورة الحديد.