إذا كان لازما على فعل ، ويجىء على فاعل (إذا كان متعديا) (١) ، كعلم يعلم فهو عالم ، ويطعمه مضارع طعم. وقرئ ، يطّعمه بتشديد الطاء وكسر العين وأصله يطئعمه على وزن يفتعله إلا أنه أبدل من التاء طاء لأن التاء حرف مهموس والطاء حرف مطبق مجهور فاستثقل اجتماعهما فأبدل من التاء طاء لتوافق الطاء فى الإطباق ، وأدغم الطاء فى الطاء ، وأبدل من التاء طاء ولم يبدل من الطاء تاء لآن فى الطاء زيادة صوت على التاء ، فالطاء أزيد صوتا والتاء أنقص صوتا ، فأدغم الأنقص فى الأزيد ولم يدغم الأزيد فى الأنقص لأنه كان يؤدى إلى الإجحاف به وإبطال ماله من الفضل على مقاربه. وقد بيّنا ذلك فى مواضعه ، وإلا أن يكون ميتة ، أن وما بعدها فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع. وقرئ تكون بالتاء والياء. وميتة بالرفع والنصب.
فمن قرأ : تكون (٢) بالتاء ورفع ميتة جعل كان التامة ورفع ميتة بها ولا تفتقر إلى خبر ، وكان يلزم من قرأ ميتة بالرفع أن يقرأ أو دم مسفوح بالرفع وكذلك ما بعده ، إلا أنه عطفه على (أن) ولم يعطفه على ميتة. ومن قرأ بالياء ونصب ميتة أضمر فى كان مذكرا وجعله اسمها ، وتقديره ، إلا أن يكون المأكول ميتة. ومن قرأ بالتاء ونصب ميتة أضمر فى كان مؤنثا ، وتقديره ، وإن يكن المأكول ميتة. وقد قدمنا وجه قراءة التاء والياء والرفع والنصب فى قوله : (وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً)(٣). و (أو دما) وما بعده ، معطوف على ميتة فى قراءة من قرأها بالنصب. وقوله : فإنه رجس ، اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه ، لأن قوله : أو فسقا ، معطوف على قوله : أو لحم خنزير.
قوله تعالى : (أَوِ الْحَوايا) (١٤٦).
جمع حويّة ، وقيل : حاوية ، وقيل : حاوياء ، مثل نافقاء. وفى موضعها وجهان :
__________________
(١) ساقطة من أ
والمعروف أن اسم الفاعل يحول عند قصد المبالغة إلى (فعّال ، مفعال ، مفعول ، فعيل ، فعل) وهذه الصيغ الخمس سماعية. وابن الانبارى يشير هنا إلى الصفة المشبهة.
(٢) أ ، ب (تكن) وهو خطأ.
(٣) (وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ) ١٣٩ سورة الأنعام.