والثانى : أن تكون زائدة.
والأول أوجه الوجهين.
وهم يصدون ، فى موضع نصب على الحال من الضمير المنصوب فى (يعذبهم).
قوله تعالى : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) (٣٥).
مكاء ، منصوب لأنه خبر كان ، والهمزة فى (مكاء) بدل من الواو وأصله مكاو لأنه من مكا يمكو مكاء إذا صفر ، والمكاء الصفير ، إلا أنه لما وقعت الواو طرفا وقبلها ألف زائدة قلبت همزة.
وقيل : قلبت ألفا ، ثم قلبت الألف همزة لئلا يلتقى ساكنان ، وقلبت همزة لأنها أقرب الحروف إليها ، وقد قدمنا ذكرها. وتصدية ، معطوف على مكاء.
وفى أصل تصدية وجهان :
أحدهما : أن يكون أصله تصدده ، وهو من صدّى إذا امتنع ، فأبدلوا من الدال الثانية ياء ، ومعنى التصدية التصفيق.
والثانى : أن يكون من الصّدى وهو الصوت الذى يعارض الصوت ، فعلى هذا تكون الياء أصلية لا منقلبة.
وقرئ فى الشواذ بنصب صلاتهم ورفع مكاء وتصدية ، جعل اسم كان النكرة وخبرها المعرفة ، وهذا إنما يجوز فى الشعر لا فى اختيار الكلام.
قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) (٤١).
ما ، اسم موصول بمعنى الذى. وغنمتم ، صلته ، والعائد إليه محذوف ، وتقديره ، غنمتموه. فإن لله خمسه ، خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، فحكمه أن لله خمسه. وقيل : إن (أن) مؤكدة للأولى ، وهذا فاسد لأنه كان يؤدى إلى أن ننفى أن الأولى بلا خبر ، ولأن الفاء تحول بين المؤكّد والمؤكّد ، ولا يحسن أن تزاد فى مثل هذا الموضع.