والكسر ، فلو وصلته بضمير المذكر ، لقلت : ردّه. بالضّمّ ، لا يجوز غيره لأنّك كأنك لم تأت بالهاء ، كأنّك قلت : ردّوا.
وكذلك لو وصلته بضمير المؤنث. نحو ، ردّها ، لما جاز فيه إلا الفتح ، لأنك كأنك قلت : ردّا.
ومن قرأ ، «فيهى» بإثبات الياء ، أتى به على الأصل.
والأصل (١) فى «فيهى» : فيهو. بضم الهاء ، وإثبات الواو ، إلا أنه كسرت الهاء لمكان الياء ، لأنّ الياء تجلب الإمالة فى الألف ، فجعلوا الكسرة فى الهاء ، بمنزلة الإمالة فى الألف ، لأنّها تشبهها ، فلما كسرت الهاء انقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
وقراءة من قرأ (فيه) أوجه من قراءة من قرأ (فيهى) لما بيّنا ، وموضع (فيه) رفع ، لأنه خبر (لا) وموضع (لا ريب فيه) : رفع ، لأنه خبر (ذلك).
قوله تعالى : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (٢)
«هدى» يحتمل أن يكون فى موضع رفع ونصب ، فالرفع من أربعة أوجه.
الأول : أن يكون خبر مبتدإ مقدّر ، وتقديره ، هو هدى.
والثانى : أن يكون خبرا بعد خبر ، فيكون (ذلك) مبتدأ ، و (الكتاب) عطف بيان ، (ولا ريب فيه) خبر أول (٢) ، (وهدى) خبر ثان.
والثالث : أن يكون مبتدأ (وفيه) خبره ، والوقف على هذا القول على (لا ريب).
__________________
(١) (والأ) أ
(٢) كذا فى ب. وفى أ : (خبر الأول ، وهدى خبر ثانى) وفيه تحريف.