الفريقين مهتد والآخر ضال ، فالنبي صلىاللهعليهوسلم ومن اتبعه على الهدى ، ومن خالفه في ضلال ، فكذبهم من غير أن يصرح بالتكذيب.
وقال بعضهم : أو بمعنى الواو والألف فيه صلة ، كأنه قال : وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين يعني نحن على الهدى وأنتم في الضلال.
(قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٢٥).
(قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا) ، يعني يوم القيامة ، (ثُمَّ يَفْتَحُ) ، يقضي ، (بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ).
(قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ) ، أي أعلموني الذين ألحقتموهم به [شركاء](١) أي في العبادة معه هل يخلقون وهل يرزقون ، (كَلَّا) ، لا يخلقون ولا يرزقون ، (بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ) ، الغالب على أمره ، (الْحَكِيمُ) ، في تدبيره لخلقه فأنى يكون له شريك في ملكه.
قوله عزوجل : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) ، يعني للناس [عامة](٢) أحمرهم وأسودهم ، (بَشِيراً وَنَذِيراً) ، أي مبشرا ومنذرا ، (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).
[١٧٦٢] وروينا عن جابر أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «كان النبي يبعث إلى قومه خاصّة وبعثت إلى الناس عامة».
وقيل : كافة أي كافا يكفهم عمّا هم عليه من الكفر ، والهاء للمبالغة.
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٩) قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (٣١))
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٢٩) ، يعني [يوم](٣) القيامة.
(قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ) (٣٠) ، أي لا تتقدمون عليه يعني يوم القيامة ، وقال الضحاك : يوم الموت لا تتأخرون عنه ولا تتقدمون بأن يزاد في أجلكم أو ينقص منه.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) ، يعني التوراة والإنجيل ، (وَلَوْ تَرى) ، يا محمد ، (إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ) ، محبوسون ، (عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ) ، يرد بعضهم إلى بعض القول في الجدال ، (يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) ، استحقروا وهم الأتباع ، (لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) ، وهم القادة والأشراف ، (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) ، أي أنتم منعتمونا عن الإيمان بالله ورسوله.
(قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (٣٢) وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا
__________________
[١٧٦٢] ـ تقدم في سورة البقرة عند آية : ٢٥٣.
(١) زيد في المطبوع «بالله شركاء».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.