بالسياحة (١). فالأول : فعيل في تأويل مفعول. والثاني : في تأويل فاعل. قال الشاعر :
........... |
|
إنّ المسيح يقتل المسيحا (٢) |
(إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (٤٦) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (٤٧)
فإن قيل : ما الحكمة في نسبته إليها حين واجهها الملك بالبشارة ، فقال : (إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ).
قلت : تنبيها على أنه آية لله ، مصوّر بكلمته ، وليس له أب ينسب إليه ، إنما ينسب إليها.
قوله : (وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) قال الزّجّاج (٣) : الوجيه : ذو المنزلة الرفيعة عند ذي القدر والمعرفة.
والمعنى : وجيها في الدنيا بالنبوّة ، والآيات التي خصّ بها ، وفي الآخرة بالشفاعة ، وارتفاع المنزلة عند الله.
__________________
(١) ذكره الثعلبي (٣ / ٦٨) ، وابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٣٨٩).
(٢) انظر الرجز في : اللسان ، مادة : (مسح) ، ونهذيب اللغة ، مادة : (مسح) ، والقرطبي (٤ / ٨٩) ، ودلائل النبوة للأصبهاني (١ / ٦٩).
(٣) معاني الزجاج (١ / ٤١٢).