كما أنه قد صنف شرحا على مختصر الخرقي ، وقد لزم الموفق ابن قدامة فقرأ عليه كتبه الفقهية ، وحفظ كتابه المقنع كما تقدم.
وأما وصفه بالمحدث ، فهذا قد كان سمة له عند العام والخاص ، حتى كان ابنه إبراهيم الحنفي يعرف بابن المحدث ، كما تقدم.
وبرع في الحديث سماعا ورواية ، حتى أودع الكثير من مروياته بأسانيده في هذا التفسير ، حيث بلغ عدد الأسانيد في كتابه «رموز الكنوز» : ٥٣٦ إسنادا ، وهذا سوى ما هو موجود في الجزء المفقود من الكتاب.
ثم إنه قد صنف كتابا في الحديث اسمه : أسنى المواهب في أحاديث المذاهب ، كما تقدم ، ويظهر أنه تتبع الأحاديث التي يستدل بها في المسائل الفقهية وتكلم عليها ، نظير التحقيق لابن الجوزي ، والله أعلم.
وقد ترجمه الحافظ الذهبي في كتابه تذكرة الحفاظ ، كما لقبه الحافظ ابن حجر في كتابه تبصير المنتبه : بالحافظ (١).
وأما ما ذكره ابن الجزري من أنه مقرئ ، فهذا حق ، وقد ذكر جملة كبيرة من القراءات المتواترة والشاذة ، وصرّح بالأخذ عن بعض أئمة القراءات كالعكبري ، كما أنه قد نظم القصيدة النونية في الفرق بين الضاد والظاء ، كما تقدم في ذكر مؤلفاته.
وأما كونه شاعرا ، فقد ترجمه صديقه ابن الشعار في كتابه" عقود الجمان في شعراء الزمان" ، وذكر أنه صنف كتابا في العروض ، الذي هو من موازين الشعر ،
__________________
(١) تبصير المنتبه (٢ / ٧٥٩).