عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)(٢٠٦)
قوله تعالى : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً) هذا عام في أنواع الأذكار من قراءة القرآن ، والتسبيح ، والتهليل ، والتحميد ، والتكبير ، والدعاء ، وغير ذلك تضرعا في طلب ثوابه ، وخيفة من عقابه ، (وَدُونَ الْجَهْرِ) أي : متكلما كلاما دون الجهر ، (مِنَ الْقَوْلِ) ؛ لأن الإخفاء أقعد في الإخلاص ، وأبعد من شوائب الرياء وأقرب إلى [الإخلاص](١) ، (بِالْغُدُوِّ).
وقال الواحدي والإمام أبو الفرج ابن الجوزي (٢) : الغدوّ : جمع غدوة.
والمعروف في اللغة : غدوة وغدى ، وقولهم : غدوات : جمع غداة ، مثل : قطاة وقطوات (٣).
[وقولهم](٤) : إني لآتيه بالغدايا والعشايا ، هو الازدواج [في](٥) الكلام ، كما قالوا : هنأني الطعام ومرأني ، وإنما هو أمرأني ، والغدو نقيض [الرواح](٦) ، تقول : غدا يغدو غدوا (٧) ، فمعنى الآية : اذكر ربك بأوقات الغدو ، وهي الغدوات ، فعبّر بالفعل عن الوقت ، كما يقال : أتيتك طلوع الشمس ، أي : وقت طلوعها.
__________________
(١) في الأصل : الخلاص.
(٢) الوسيط (٢ / ٤٤١) ، وزاد المسير (٣ / ٣١٤).
(٣) انظر : اللسان (مادة : غدا).
(٤) في الأصل : وقلهم.
(٥) زيادة على الأصل.
(٦) في الأصل : الرواج.
(٧) انظر : اللسان (مادة : غدا).