من السحر والكهانة (١).
(وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا) وهو أجل البعث بعد الموت ، وهذا الاعتراف خارج مخرج الاعتذار والندم والاستسلام لما يراد بهم يوم القيامة.
(قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ) قال ابن عباس : يريد : فيها مقامكم (٢).
(خالِدِينَ فِيها) منصوب على الحال (٣).
(إِلَّا ما شاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) وهو قدر ما بين بعثهم إلى دخولهم النار ، كأنه قيل : داخلين فيها منذ يبعثون إلا ما شاء الله من مقدار حشرهم وحسابهم ، وهذا اختيار الزجّاج (٤).
وقال ابن عباس : استثنى الله قوما قد سبق في علمه أنهم يسلمون ويصدقون النبي صلىاللهعليهوسلم (٥).
و «ما» على هذا القول بمعنى : «من» ، ويكون الاستثناء من المضاف إليه في قوله : (مَثْواكُمْ).
وقيل : (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) من أنواع العذاب ، فقد روي أنهم يعذبون بالزمهرير ، فينقادون ويطلبون الرد إلى الجحيم.
(وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)(١٢٩)
__________________
(١) زاد المسير (٣ / ١٢٣).
(٢) الوسيط (٢ / ٣٢٣) ، وزاد المسير (٣ / ١٢٤).
(٣) انظر : التبيان (١ / ٢٦١) ، والدر المصون (٣ / ١٧٩).
(٤) معاني الزجاج (٢ / ٢٩٢).
(٥) الوسيط (٢ / ٣٢٣).