قل لمن ساد ثمّ ساد أبوه |
|
ثم قد ساد قبل ذلك جدّه (١) |
قوله تعالى : (تَماماً) مفعول له (٢) ، المعنى : آتيناه الكتاب لأجل التمام على الذي أحسنه من كتب الله وشرائع دينه ، وعلوم أنبيائه.
وقيل : تماما للنعمة والكرامة على ما أحسن في طاعتي وتبليغ رسالتي ، فتكون الذي بمعنى «ما».
وقيل : المعنى : آتيناه الكتاب تاما جملة واحدة لم نفرق إنزاله ، كالقرآن مضافا إلى الذي أحسنه من العلم وزيادة عليه.
فعلى هذه [الأقوال](٣) المشار إليه : موسى صلىاللهعليهوسلم.
وقيل : المعنى : تماما للنعمة والكرامة على من كان محسنا صالحا ، يريد : جنس المحسنين ، وهو اختيار أبي عبيدة وكثير من المحققين (٤).
ويؤيده قراءة عبد الله بن مسعود : «على الذي أحسنوا» (٥).
__________________
(١) البيت لأبي نواس في مدح العباس بن عبيد الله. انظر البيت في : تفسير ابن كثير (١ / ٦٨) ، وشرح النووي على مسلم (٢ / ٧٨). و (ثم) هنا لعطف الخبر بعد الخبر لا للترتيب.
(٢) التبيان (١ / ٢٦٦) ، والدر المصون (٢ / ٢٢٠).
قال العكبري : قوله تعالى : (تماما) مفعول له ، أو مصدر ، أي : أتممناه إتماما ، ويجوز أن يكون في موضع الحال من الكتاب ، (عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) يقرأ بفتح النون على أنه فعل ماض ، وفي فاعله وجهان : أحدهما : ضمير اسم الله والهاء محذوفة ، أي : على الذي أحسنه الله ، أي : أحسن إليه وهو موسى ، والثاني : هو ضمير موسى ؛ لأنه أحسن في فعله ، ويقرأ بضم النون على أنه اسم ، والمبتدأ محذوف ، وهو العائد على الذي ، أي : على الذي هو أحسن ، وهو ضعيف. اه.
(٣) في الأصل : إلا قول.
(٤) انظر : الماوردي (٢ / ١٨٩) ، وزاد المسير (٣ / ١٥٣).
(٥) انظر : مختصر ابن خالويه (ص : ٤١) ، وإعراب القراءات الشواذ للعكبري (ص : ٥٢٢).