وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ)(١٣٠)
قوله تعالى : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ) وقرأ الحسن : " تأتكم" بالتاء (١).
(رُسُلٌ مِنْكُمْ) تعلق الضحاك بظاهر الآية فقال : إن الله يبعث إلى الجن رسلا منهم كما بعث إلى الإنس ، وإليه ذهب مقاتل (٢) وأبو سليمان (٣). وهو الذي تقتضيه الحكمة الإلهية ، لأن الجنس بالجنس آنس ، وإليه أميل.
وقال مجاهد : الرّسل من الإنس ، والنّذر من الجن ، وهم قوم يسمعون كلام الرسل فيبلغون الجن ما سمعوا وينذرونهم ، كما قال الله تعالى : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ)(٤) [الأحقاف : ٢٩].
وقال آخرون ـ منهم ابن جريج والزجّاج (٥) ـ : الرسل من الإنس خاصة ، وإنما قال : «رسل منكم» لأنه لما جمع الإنس والجن في الخطاب صحّ ذلك ، وإن كان من أحدهما ؛ كقوله : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) [الرحمن : ٢٢] ، وإنما يخرج من
__________________
(١) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٣ / ١٢٥).
(٢) تفسير مقاتل (١ / ٣٧٠).
(٣) أخرجه الطبري (٨ / ٣٦). وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٣٦٠) وعزاه لابن جرير.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٤ / ١٣٨٩).
وانظر : الطبري (٨ / ٣٦). وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٣٥٩) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٥) معاني الزجاج (٢ / ٢٩٢).